Monday, June 22, 2020

الله يرحم الجميع

شكا صديقي المدرس مما حدث له ذات يوم عندما أجبره ناظر المدرسة على الدخول مدرس احتياط (بديل) في حصة دين مسيحي، لم يكن يشتكي من إجبار الناظر له وهو خريج الأزهر أن يحل محل مدرس الدين المسيحي، فهو مدرس منفتح ولا يضع تلك الأمور في باله، بل يشتكي مما فعله معه أحد الطلبة، فهذا الصديق لا يستطيع أن يجلس بلا حديث شيق وممتع، ففتح حوارًا مع الطلبة عن عيسى والأناجيل وبعض مما يعلمه عن المسيحية، ليس دين مقارن ولا شيء من ذاك القبيل بل محاولة منه لإظهار غزارة معلوماته وقراءاته، ثم في معرض الحديث أراد الاستشهاد بنص من الكتاب المقدس فسأل إن كان مع أحدهم كتاب مقدس، فأجابوا أن فلانًا معه، فطلب منه الكتاب بحسن نية، ولكن الفتى امتنع، فأصاب الجميع الإحراج، وحاول بعض الطلبة إقناع الفتى بإعطاء الكتاب للمستر، لكنه أجاب يعني أنت يرضيك مسلم يمسك كتابك؟، قال الصديق العزيز أنه شعر بمهانة كبيرة، لكنه أنهى الموقف وقال للطالب أنه لا مشكلة ولا داعي للكتاب، وسكت الكلام، وأُكملت الحصة صمتًا، لكنه شعر بعنصرية لم يسبق أن شعر بها من قبل، ولا شعر بها مرة أخرى، وأنه منذ ذاك الحين عرف مدى قوة العنصرية وثقلها.
Add caption

فقلت له: ما حدث لك يا صديقي يذكرني بقصة حدثت مع خالي في أوائل الثمانينات (وما أدراك ما الثمانينات)،.إذ بعد وفاة جدي لأمي، وكان رجلًا محبوبًا في شارعنا، وواحد من أقدم سكانه، كما اعتادت أن تخبرني أمي، بأنه حين ابتاع هذا المنزل الذي نقطنه جميعًا، كان دورًا واحدًا وأغلب ما حوله مزارع، لذا كان بين جدي وبين الرجال المماثلين له في السن من قاطني الشارع عمار (كما يقولون). لذا حين توفاه الله حضر الكثيرين (إن لم يكن الكل) من جيراننا العزاء وتشييع الجنازة. وبعد مدة ليست بطويلة توفى عم إبراهيم وبين بيتنا وبيته بيت واحد، وكان ابنه عاطف (واحد من خمسة) مقارب لسن خالي ودرسا معًا في المدرسة الثانوية (كان خالي وقتها في السنة النهائية من كلية الهندسة)، لذا كان من الضروري أن يحضر العزاء والجنازة، ليس فقط لصداقته بعاطف ابن المرحوم، ولكن (كما قالت أمي) لصداقة العمر بين المرحومين، ولحضوره عزاء وجنازة جدي في شدة الحزن والتأثر، وأن خالي بديلًا عن العائلة يجب أن يحضر الدفن، ورغم أن مدافن العائلة كانت في قرية صغيرة على طريق المحلة، إلا أن المرحوم كان يعمل في النقل العام بالمدينة لذا قام أبناؤه الكبار بالتنسيق مع زملائه في العمل وإحضار بضعة أتوبيسات نقل عام إلى أول الشارع لنقل الرجال الراغبين في تشييع الراحل إلي مقره الأخير، لكن الابن الأصغر للمرحوم -وكان طالبًا في أولى جامعة لم يزل- حين صعد للأتوبيس ووجد خالي يجلس بين الجالسين حتى هاج وماج رافضًا أن يحضر نصراني تشييع الجنازة إلى مدافن المسلمين، وعبثًا حاول العقلاء من أهل الشارع تهدئته، وسحبه أخوه الأكبر بالقوة من الأتوبيس وكاد أن يضربه في الشارع أمام الناس، لولا تدخل العقلاء أيضًا، لكن خالي آثر السلامة وفضل أن ينزل من الأتوبيس وعزا عاطف وأخوته الأكبر عند الأتوبيس، فحاولوا خجلًا إثنائه عن النزول، والإصرار على بقائه معهم وحضور الدفن، لكنه صمم على موقفه مفضلًا إنهاء الموقف هنا بدلًا من تكراره مرة أخرى عند المدافن لا سمح الله.

ورغم مجيء الأخوة لاحقًا (ما عدا الشيخ محمد طبعًا) إلى منزلنا للاعتذار لخالي ولوالدتي عما بدر من محمد وانتهاء الأمر على مودة وبشر، إلا أن العلاقة التي كانت صداقة وعشرة بين كبار العائلتين (الله يرحمهما) صارت صباح الخير وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بين الجيل التالي.
أخيرًا، وبعيدًا عن الشيخ محمد وجيل الثمانينات، والذين هم بالمناسبة أباء وأمهات جيل الأطفال الذي كنت تدرس له حصة الدين، بعيدًا عن الأشخاص جميعًا، فإن المسيحية ليس بها هذا المفهوم عن طهارة أو نقاوة أو ديانة  من يمسك بالكتاب المقدس، فلا تمنع الحائض مثلًا من الإمساك بالكتاب أو ما شابه من المحظورات، لذا فهذا التصرف من الأطفال ليس تصرفًا دينيًّا بل طائفيًّا ينضح به المجتمع في كل مكان، للأسف.
 #Who_am_I?

Friday, June 12, 2020

إحنا موظفين يا روحي


هل مصر دولة زراعية؟ أم دول صناعية؟ أم دولة تجارية؟ أم دولة موظفين؟ 
هل يمكن إطلاق مسميات تصنيفية بهذا الشكل على دولة بهذا الحجم؟ لا أظن ذلك ممكن في هذا الزمن، لم يعد من الممكن إطلاق هذه المسميات من دون فحص ولا سند ولا إحصائيات، اللهم إلا في عالم السوشيال ميديا وجلسات المقاهي وحكايات المصاطب (إن كانت لا تزال موجودة)، فالدول الكبرى (عددًا على الأقل) تمتلك تنوع في داخلها يلزمها لتتمكن من مسايرة الحياة، فستجد مزارع ومصانع ومتاجر وستجد مؤسسات حكومية، لكن لا يزال لدي رغبة في تصنيف هذا الشعب (لا الدولة)، الشعب الذي كان زراعيًّا في معظمه مع بعض التجار والإقطاعيين والسادة، في ذلك الوقت القديم (ربما منذ زمن الفراعنة) لم يكن يعتقد المزارع البسيط أن أمامه مجال للترقي عن هذه الحياة إلَّا من خلال الوظيفة الحكومية، في العصر الحديث حدثت تغييرات، ما سمى بمحاربة الإقطاع والإصلاح الزراعي فتحت طرق أخرى أمام المزارع البسيط .. هناك طريق المال، صار المال ممكنًا بامتلاك أرض أو الدخول في مجالات جديدة للتجارة وربما الصناعة، المال صار طريقًا للخروج من دائرة الأكثرية، لكن المال ليس في متناول الكثيرين، إنما التعليم ربما يكون طريقًا لشهادة ثم وظيفة حكومية، العلم أيضًا صار طريقة، ثم صارت الشهادة طريقة، ثم صارت الشهادة متاحة للكل، الفلاح العادي يريد أن يتعلم أبناؤه، الفلاح صاحب الأرض يريد أن يتعلم أبناؤه، التاجر البسيط يريد أن يتعلم أبناؤه، التاجر الغني يريد أن يتعلم أبناؤه، حتى الموظف يريد أن يتعلم أبناؤه، وصار التعليم أقصد الشهادة كالماء والهواء أو بالأكثر كالهواء مجانية، وصارت هي الأكثرية، من يملكون المال (فلاحين وتجار وصناع) يتعلمون لأنه لا يصح ألا يتعلموا، وابن فلان وعلان متعلمين، ومن لا يملكون المال (فلاحين وتجار وموظفين) صارت الشهادة ملاذهم الأخير، قد تسمح لهم موهبة بالتفوق أو بمهنة ترفع من شأنهم، أو منفذًا إلى دولة خارجية تحسن من دخلهم، أو على أقل تقدير وظيفة حكومية، أنظر كيف تزدحم المدن وتزداد كثافة في كل يوم، بينما القرى تنفض سكانها، إنظر كيف عانت البلد ولا تزال تعاني عند محاولات تعمير وإعمار الصحراء، لا المصانع تجذب الناس ولا المزارع، فقط الوظائف الحكومية يمكنها أن تنقل الأسرة إلى السادات وتوشكى والعريش.
هذا الشعب يقدس الوظيفة الحكومية حتى وإن كانت تقتل طموحه، يقدس المرتب الشهري حتى وإن كان لا يكفيه غذاء وكساء، هذا الشعب صار يكرِّس حياته للاستقرار، وعدم المخاطرة، وعدم التنقل، وعدم التغيير، واللي فيه نصبح فيه، واللي تعرفه أحسن من اللي متعرفوش، واصبر، وتحمل، ستتغير الدنيا ولن نتغير.

شكرًا نجيب

أهوى قراءة الأدب منذ الصغر، وحين فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل قرأت له المرايا والحرافيش وميرامار وثرثرة فوق النيل، وأبهرني بقدرته على السرد الطويل غير الممل. ثم قرأت لكتاب كثيرين وشعرت أن هناك ألوان وأطياف أخرى موجودة في الساحة الأدبية، يحي حقى ملك القصة القصيرة يأسرك بمن ينتقيهم من شخصيات ليحدثك عنهم، إحسان عبدالقدوس ذو طعم صحفي مميز في رواياته فتجري عينيك على الورق وتلتهم كل ما يكتب دون أن تهمل شعاراته السياسية والاجتماعية ودون أن تشعر بها فجة أو مباشرة، قرأت أيضًا مقالات أنيس منصور الخفيفة اللطيفة التي تمس فلسفة الحياة اليومية، وقرأت للعقاد وطه حسين والحكيم روايات ذات لغة رأيتها فلسفية وثقيلة (لغويًّا) (في ذلك الوقت)، ثم وقع لي أن أقرأ لخيري شلبي بغلة العرش ثم صهاريج اللؤلؤ والتي اندهشت لكونها عن موسيقار طنطاوي مشهور لم أكن أعلمه، وأبدع أيما إبداع في تصوير شخصية صالح هيصة في رواية أكثر من رائعة، لكن تظل روايته المميزة عندي هي وكالة عطية، وظننت أن خيري شلبي هو أعظم حكاء في الرواية المصرية (فيما قرأت)، ثم عاد نجيب محفوظ بعد سنين ليداعب شهيتي فقرأت له زقاق المدق وباقي من الزمن ساعة وحضرة المحترم (يا الله) والتنظيم السري وحكايات حارتنا، والسراب (ياللمهارة)، ما هذا الرجل؟ ما هذه الحرفية؟ والمقدرة على إبداع قصة ورواية من أحداث بسيطة وربما متكررة، كيف يمكنه صياغة الشخصيات ودواخلها وعلاقاتها بهذا الكم من الكلمات غير المتكررة، ما هذه المقدرة اللغوية التي تمكنه من جذب أذنك لتستمع لما يكتبه؟ صدقوني كنت أشعر أني أستمع للنص ولا أقرأه، يبدو أن نجيب يكتب وكأنه يقرأ، تشعر بسلاسة الجمل وانسيابها في حديث ممتع يبث شجون وصراعات النفس، حتى تبدو الرواية ليست مجرد قصة ولكنها في الحقيقة نظرة على الحياة، نظرة فلسفية اجتماعية نفسية تاريخية دينية، إنها منجم ممتلئ بكل هذا وأكثر، لا عجب أنه قد فاز بنوبل فهو ليس مجرد كاتب عادي، وإنما هو قامة تضاهي ديستوفسكي وترفع الشخصية المصرية إلى مائدة التشريح الأدبية العالمية لتظهر أحلامها وإحباطاتها وأفراحها وأتراحها الخاصة والقومية والإنسانية. شكرًا نجيب محفوظ لقد جعلتني أعيد نظر في القراءة والكتابة، لقد رفعت المواصفات إلى مستوى يفوق قدراتي، لكنك في الوقت ذاته منحتني متعة تدفعني أكثر وأكثر نحو هذا المجال ولو حتى كقارئ نهم وكفى.     

Wednesday, June 10, 2020

أدبح لك جوزين حمام

الراجل فرحان انه لقى طريقة سهلة ينيم بها ابنه.
30 ثانية والواد الزنان بيبقى في سابع نومه، طبعاً عايزين تعرفوا الطريقة.
أبداً الراجل بيحكى لابنه تفاصيل يومه في الشغل.
في ناس بتقول برافو عليه، اكتشفها ازاى دى ؟
في ناس تقول يا حرام، شغلانته مملة جداً للدرجة اللى تخللى الواد نام منه وهو بيحكى.
وفى ناس بتقول مسكين الراجل ده: مش بس زهقان من شغلته، ومش بس مش لاقى حد يفضفض معاه غير البيبى الصغير اللى مش ح يفهم كلامه، إنما كمان الواد سابه ونام.
وانا صغير، مش صغير قوى يعنى، في ابتدائي كده، كنت ساعات ب اروح أنام مع جدى.
جدي ما كانتش تحلاله النومة إلا لما يشغل الراديو، أنا م اعرفش انام وفى حاجة عاملة صوت جمبى، لو أغنية شغالة .. تلاقينى ب ادندن معاها، لو نشرة أو مسلسل أو حتى حوار، تلاقينى مطرطق ودنى ومركز علشان اسمع بيقولوا إيه.
أنا معنديش مشكلة مع الدوشة، أنا ممكن أنام في الدوشة، بس تبقى دوشة مالهاش معنى، صوت كلاكسات، هيصة شارع مش باين ملامحها من بعيد، صوت غسالة (هاى هي)، كل ده مش مشكلة بالنسبة لى، لكن حد يتكلم .. تلاقينى طرطقت وداني علشان اسمعه وافهم واحلل ويمكن اناقش اللى بيقوله (بينى وبين نفسى طبعاً).
بنتى الصغيرة مبتطيقش الصوت، ممنوع حد يتنفس جمبها وهى نايمة، لكن وهى صغيرة ما كانتش تنام إلا لما تتطمن إنك باصص لها، كنت أشيلها واهزها واغنيلها و و و ولا حاجة جابت نتيجة، لحد ما اكتشفت الطريقة بص عليها، وخليك باصص، كل شوية ح تغمض عنيها وترجع تفتحهم علشان تتأكد إنك باصص، لو مش باصص تلاقيها صحيت وصحصحت ويمكن تعيط، لو لقيت عينيك عليها، ترمى الجفن مكانه وتنام، مرة في مرة تروح في النوم، لما كبرت شوية بقت بتمد إيدها، أه صدقنى، لو لقتنى مش باصص عليها تمد إيدها تجيب وشي وتلفه ناحيتها، وتنام.
الكبيرة بقى عسولة، كل اللى يهمها انها في حضنك، أو إيدك على ضهرها أو بتلعب في شعرها، أي حاجة، طالما لامسها ... تنام وهى متطمنة.

Monday, October 2, 2017

حب واللا مصلحة؟



هو ده حب واللا مصلحة؟
علمونا إن الحب في اليونانية ليه 3 كلمات : الإيروس والفيلو والأغابي
الإيروس ده حب شهوانى
والفيلو ده الحب القائم ع المصلحة
إنما الأغابى ده الحب الصحيح ، الحب اللى مالوش غرض ولا وراه اشتراطات ، لا شهوة ولا مصلحة
الحب الحقيقي
الكلام ده فيه مغالطتين
الأولانية : الحب في اليونانية ليه أربع كلمات
agápe, éros, philía, and storgē
المغالطة التانية إن الكلمات اليونانية مش مقصود بيها التدريج النسكي الهرمي اللى الكلام ده بيحاول يصوره
يعنى الإيروس مش هو قاع الحب والأغابي مش هي قمة الحب على مقياس المصلحة الشهوانية
الكلمات المتعددة غرضها محاولة تمييز أنواع مختلفة من مشاعر الحب اللى محتاجة ألف كلمة علشان تفرق بين حالاته الكتير
أقصد انا إيه بالكلام ده؟
أقصد إن الحب كقيمة ليها دور كبير جداً في حياة البنى آدمين
والحب متداخل ومتشعب في تفاصيل أحاسيسنا اليومية
فالناس في اليونان القديمة حبوا يفرقوا بين الحب كشعور ربما يبدو مختلفاً في تجلياته الخارجية حتى وإن كان في جوهره هو في النهاية حب ، خروج من الذات تجاه الآخر
فقالوا إن الخروج من الذات بالشكل الحسى اللى بيتداخل فيه الشعور الحلو ده مع الغريزة الجنسية الطبيعية ممكن نعتبره تقسيمة ونسميه إيروس
أمّا الحب اللى بيبقى فيه العلاقة معتمدة على نوع من التعاطف وسد الاحتياج ... يعنى حد بيحب حد علشان المحب عنده جوع أو نقص معين وبيتم تسديد الاحتياج ده من المحبوب ، الحب ده نسميه ستورج (وده ساعات كتير بيحصروه في حب أفراد العيلة بمعنى حب الأب والأم والناس اللى متعودين ومعتمدين على وجودهم في حياتنا وأحياناً حب الوطن أو حب الانتماء لطايفة أو نادي)
الفيليا بقى هو الحب اللى المحب والمحبوب فيه بيبقوا متساويين في الاحتياجات وفى العطاء واللى بيبقى فيه - المفترض يعنى - إن ما فيش واحد بس هو اللى بيدى ، وما فيش واحد بس هو اللى بيخرج من ذاته علشان يرضي التانى لأ .. الحب لازم يكون متبادل (علشان كده ناس كتير بتستخدم كلمة الفيليا للتعبير عن المحبات الإنسانية القائمة على التبادل النفعى الانسانى الطبيعى)
لاحظ إن فيليا بتتكرر كتير في أسماء قديسين من العصر اليوناني الرومانى القديم ده زى فيلوباتير وفيلوثيؤس وفيليمون)
الأغابي اللى خصصه المسيحيين لحب ربنا للبشرية ، الحب غير المشروط ، هو القسم اللى خصصه اليونان للحب اللى لا تنطبق عليه العلاقات السابقة ، مافيش عامل حسى ، مافيش نشوة ولذة العلاقات الحميمة ، ما فيش عطاء ولا منح من طرف واحد أو احتياج متبادل من طرفين ، زى حب الأزواج لبعض خارج العلاقة الحميمة وخارج الحالات النفعية ، زى حب الآباء لأولادهم ، الحب اللى مابيقفش على وضع المحب والمحبوب ولا احتياجاتهم.
الحب كلمة عظيمة قوى ، كلمة فيها نشوة وسعادة ، كلمة فيها تعارف وانتماء ، كلمة فيها تسديد للاحتياجات ، كلمة فيها حب في كل الظروف وكل الأحوال.
ومش علشان طرف بيحتاج لطرف أو بيعتمد عليه ما يبقاش حب ويتقال عليه حب مصلحة ، أبداً ، الحب يقدر يستوعب كل العلاقات دى وأكتر ويفضل برضه حب حقيقي.
مش بس كده .. لأ ... ده ما يبقاش حب حقيقي إلا لو كان فيه كل ده.

https://en.wikipedia.org/wiki/Greek_words_for_love
https://en.wikipedia.org/wiki/The_Four_Loves


منها لله السذاجة


من حبة فتحت درج المكتب
لقيت فيه ماضي ندمان شقيان مترَّب
حزين على الحاجات اللى متعملتش
واللى اتعملت وطلعت مقلب
وعلى القيم والمُثُل
واللى انكتب من هبل ما منوش مهرب
وعلى السذاجة
وعلى السذاجة اللى لافت عليه
ولفِّت بيه .. ضيعته وما ضاعتش
...........................
مدِّيت إيدى في جيب الجاكتة اليمين
عِتِرت على شوية أحلام مكسورين
لأ .. ما كانوش مكسورين
دول منسيين من سنين
مغسولين
بايشين
مش باين من ملامحهم غير ورقة وقلم
ويمكن قلب
ويمكن درب مش باين مودِّى لفين
لكن شايفه ابتدانى فين
ومنين
وليه مَكْمِلش
منها لله السذاجة
منها لله السذاجة اللى لافت عليه
ولفت بيه .. ضيعته وما ضاعتش.

Thursday, June 22, 2017

كلمة السر : المثابرة


ما يميز الكاتب الناجح عن الكاتب الفاشل ليس له علاقة بمدى مهارتهما في الكتابة. وإنما يتعلق بالمثابرة. فالفاشلون يستسلمون سريعاً. أمَّا الناجحون فيصرون على الاستمرار. هذا كل ما في الامر.
فما الذي يفعله الكُتَّاب الناجحون
الكُتَّاب الناجحون يكتبون ويكتبون ويكتبون . ويخصصون الوقت الكافي للكتابة ولإعادة الكتابة وللتنقيح حتى يصبح لديهم نصاً جيداً. انهم يقضون ساعاتً بل أياماً وذلك فقط من أجل مراجعة النص.
الناجحون يأخذون النقد على محمل الجد ويدينون بالفضل للانتقادات المفيدة ؛ إنهم يستمعون إلى كل الأصوات التي تحثَّهم على الكتابة سواء كانت أصواتاً خارجية أو داخلية . ويستفيدون من كل شيء لتحسين عملهم.
يؤمن الُكَّتاب الناجحون بالحقيقة المعروفة وهى أن المسودات الأولى سيئة وأن العلامة الحقيقية للفائز هو الالتزام بالحِرَفِيَّة. الأمر ليس مجرد الكتابة في
لحظات من الإلهام. انما هو أداء المهمة يوماً بعد يومٍ بعد يوم.
يمكن للكُتَّاب الناجحين القيام بذلك، لأنهم يؤمنون بما يفعلونه. فهم يدركون أن الأمر أكثر من مجرد مهنة أو هواية. انها دعوة ، نداء جذوة تشتعل من داخلهم.

الكُتَّاب الناجحون ليسوا نيِّقين (نمكيين) ، ولكنهم تعلموا حدود الانضباط الذي تطلبه الصناعة ، الانضباط اللازم لوضع عملهم هناك على الرفوف حتى يراه العالم.
وما الذي لا يفعله الكُتَّاب الفاشلون
الكُتَّاب الفاشلون لا يستوعبون كل ما سبق، وهذا هو بالضبط ما يجعلهم فشلة. فهم يفترضون أن كتاباتهم قد حققت مستوى من التميز، يجعلهم غالباً ما يتوقفون عنده رافضين تنقيحها أو إعادة صياغتها.  مما يجعلهم يبدون متعجرفين متكبرين متغطرسين.
ولكن إن أردتم الحقيقة ، فالسبب الحقيقي هو الكسل والخوف (في معظم الوقت هو الخوف).
لماذا لا يقومون بتنقيح نصوصهم؟ لماذا لا يستمرون في الكتابة؟ لماذا يستسلمون لأسطورة النص العبقري الذي تتم كتابته بين ليلةٍ وضحاها؟ السبب : إنهم يخشون انهاء النص (رواية أو غيرها) ومن ثم ملاقاة الفشل. ونتيجة لذلك، تجد أعمالهم عبارة عن مقاطع متناثرة ومنفصلة، وليست بالجودة التي يعتقدون.
كيف تكون مختلفاً
هناك الكثير من الكُتَّاب
المتوسطين الذين يعتقدون انهم عظماء. لقد اعتدت أن أكون واحداً من هؤلاء. عنيد برأس حمار، لم أكن أريد أن أتغيَّر. لا أريد أن أنمو. رغم أنني لست بالروعة التي أظنها عن نفسى.
عندما أطلب من أحدهم إعادة كتابة مقالة يقدمها لي قبل أن ينشرها
أو إذا قمت بتقديم اقتراحات حول كيفية تحسين كتاباتهم، فإنهم يدافعون عن أنفسهم وكتاباتهم بشدة. وكما يحدث في كثير من الأحيان فإنهم لا يعاودون الاتصال بي مرة أخرى. ومن النادر أن نسمع عن كاتب يطلب منك أن تنقده ويكون جاداً في ذلك حقَّاً فيتقبل ملاحظاتك بصدر رحب ويستفاد منها.
الكثيرون يريدون الخروج لشرب القهوة والاستماع لكلمات المديح الجوفاء ؛ بينما القليل منهم يريد الكتابة.
الكاتب الناجح تجده متواضع. وبغض النظر عن مهارته، إلا أنه ملتزم برؤية الكتابة ككلٍّ متكامل ، عمل متصل لا ينقطع من بداية الفكرة إلى نهاية إخراج النص القابل للنشر. مهما كانت العملية شاقة أو صعبة، فإنه سيكتب. وسيعمل على تحسين ما يكتبه.
ككاتب طموح ولديك ما تقوله للعالم ، ما الذى يمكنك أن تفعله؟
قم بالاختيار
اختر أن تكون مختلفا. استمر في الكتابة حين يتوقف الآخرون. اقطع هذا الميل الإضافي الذي يرفض الآخرين أن يمشوه. كن مذهلاً لكل من يراك من خلال المثابرة.
اقبل المهمة الحمقاء التي لن تنال من وراءها مالاً. اعرض على الآخرين أن تكون تحت التمرين لديهم أو متدرباً. اقض الساعات في العمل، ونفِّذ كل الأمور المطلوبة منك. وسوف تنال مكافأتك. ولكن سيكون عليك العمل.
لا ترتكن على الموهبة وحدها. اسمح لي أن أذكَّرك بالمسؤولية المطلوبة منك كي تُظهر التقدير الملائم لموهبتك. وإذا لم تكن جيداً بالمقدار المطلوب ، حسناً اسمع هذا الخبر السار: يمكنك أن تصبح أفضل.
يمكنك أن تستمر في سوق الكتابة أكثر من أولئك المعتمدين على قصة واحدة محظوظة ويمكنك أن تملأ السوق بكتب أكثر من هؤلاء الكسالى الذين لا يكتبون إلا حين يجدون الإلهام.
أتريد أن تكون جزءاً من كل هذا؟ كل هذا يبدأ
بالتواضع. وهذا يعني أن تكون لديك حقاً الرغبة في الاستماع لما يقوله الآخرين عن كتاباتك والتغيير بمقتضاه. ولا تنسي ضرورة القيام بالعمل حتي يصبح مهنيَّاً.
إذا كنت تفعل ذلك، إذا كنت تأخذ الوقت اللازم لجعل عملك عظيماً ، وعدم القناعة أبداً أنك قد وصلت للمهارة المطلوبة، فإن ما تفعله سيصنع لك كل الفرق المطلوب. لذا لا تنتظر ، ابدأ رحلتك مع المثابرة من اليوم.